
زَعِمَ الفَرَّاءُ أنَّ [إذًا] تُكْتَبُ بالألِفِ، وَأنَّهَا مُنَوَّنَةٌ.
قَالَ النَّحَّاسُ: وَسَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ سُلَيْمَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أبَا العَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ: "أشْتَهِي أنْ أكْوِيَ يَدَ مَنْ يَكْتُبُ [إذَنْ] بالألِفِ؛ إذْ إنَّهَا مِثْلُ [أنْ] وَ[لَنْ]، وَلا يَدْخُلُ التَّنْوينُ فِي الحُرُوفِ."
غَيْرَ أنَّهُمُ اصْطَلَحُوا عَلَى أنَّهَا إذَا عَمِلَتْ [كَانَتْ نَاصِبَةً لِلْمُضَارِعِ] كُتِبَتْ بالألِفِ [إذًا]، وَإلا كُتِبَتْ بالنُّونِ.
وَهُنَاكَ مَنْ يَرَى أنَّهَا تُكْتَبُ بالنُّونِ مُطْلَقًا عَمِلَتْ أمْ لَمْ تَعْمَلْ.
إذَنْ الناصبة للمضارِع
تَنْصِبُ [إذن] أو تعملُ النَّصبَ في المضارعِ بشرُوطٍ أربعةٍ؛ هي:
أ- أنْ تُفيدَ المجازاة. [أيْ أنْ تقعَ جوابًا ومكافأة لكلامٍ سالِفٍ]
ب- وأنْ تقعَ في صدارةِ الجُملة. [أيْ لا يتقدَّمُها شيء، ولو كان حرفَ العطفِ الواو أو الفاء]
ج- وأنْ يكونَ زمنُ الفِعْلِ مستقبلا، ولا يدلُّ على الحالِ.
د- وألا يفصل بينها وبين الفعل فاصلٌ إلا القَسَم.
أمثلة:
• سأزُوركَ..إذنْ (أكْرِمَكَ).
• لنا صديقٌ مريضٌ..إذنْ (نعودَهُ).
• إذنْ – واللهِ – (نرمِيَهُم) بحرب * تُشِيبُ الطِّفْلَ مِنْ قبلِ المَشِيب
فإذا اختلَّ شرطٌ أهْمِلَتْ، ورُفِعَ المضارعُ بعدها.
أمثلة:
• سأزورُك..أنا إذن (أكرمُكَ). [لم تقع إذنْ في الصدارة].
• تقولُ لشخصٍ يحادثُكَ الآن..إذنْ (تصدقُ). [لأنَّ الزمن حال].
وتُعربُ [إذنْ] حرف جواب ونصب، مبنيًّا على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.