تنشئة الطفل وتربيته ، هي مهمة تحتاج إلى وعي الآباء والأمهات ، ومعرفتهم بها معرفة مسبقة، فلا ينصدمان فجأة، بأن أمامهما طفلاً ثم يربونه هكذا بدون تفكير ، فخطأ كبير يقع فيه الآباء والأمهات عندما يقومون بتربية أبناءهم وفق سلوكيات كانت تمارس عليهم عندما كانوا صغارا (السلبية طبعاً) ، فالأب مثلاً إذا تربّى على القسوة والشدة والضرب، فإنه يعكس ذلك على تصرفه مع ابنه، أو أنّ الأم نشأت على اعتقادات خاطئة مثل النظرة التشائمية حول أشياء ..........................
فالسنوات الست الأولى لحياة الطفل، هي مرتع خصب، وهي مصدر الأساسيات التي ترسخ في ذهن الطفل ( كالصدق والنظافة والأدب والاحترام والوفاء ........الخ) ، وبالتالي تنعكس على سلوكياته وتبني شخصيته، فعندما يكون الطفل صغيراً ، وتظهر عليه سلوك سلبي (كالكذب أو الشتم ) ، هنا يأتي دور الوالدين في زرع الخلق الحسن في الطفل ، فإذا قام الوالدان بتبيين الخطأ لدى الطفل بطريقة إيجابية ( بهدوء وتفهم وعرض تجربة مرّت عليه...) ، سوف يرحب الطفل ذلك الأمر ، أما إذا عنّف الأب من جهة و وصرخت الأم في وجهه وزجرته وسوّدوا الدنيا في وجهه ، وصوروا له بأنه قام بفعل لن يغفر له ، هذا الأمر قد يجعل الطفل ضعيف الشخصية ، وقد يجعله مشتت الذهن ، فقد يترك السلوك الخاطئ خوفاً من أبيه وليس بإرادته، وفي بعض الأحيان يستخدم الفل السلوك الخاطئ بدافع استفزاز الوالدين ويعتبرونه نقطة ضعف لدى الوالدين ، فيتحكم الطفل بوالديه مثل ما يريد، والمثال على ذلك عندما يمرض الفل وهذا هو المنتشر لدينا يوفر الوالدين له كل ما يريد، وفي بعض الأحيان عندما لا يلبيان طلبه، يقوم بالتمارض فيضر الأب أو الأم بتلبية رغبته ، وهناك مثال آخر وهي عندما يتعلم الطفل الشتم ، ويكون ردة فعل الوالدين الصراخ في وجهه ويظهرون أمامه شدة إنزعاجهم من هذا التصرف ، يبدأ الطفل بالاستمتاع بذلك فيكثر من الشتم .................................
يجب على المربين في كل مكان ( الأب والأم والمعلم والمعلمة ....) ، أن لا يجعلوا القلب والأهواء أو التجارب الفاشلة ( السلوكيات الخطأ التي مورست عليهم) هي أساس التربية، ولكن التجارب الناجحة التي استفادوا منها، حتى لو كانت محرجة أو تعرضوا الإهانات بسيطة، والأهم من كل هذا بأن يعتبروا أنفسهم بشرا أقصد من كلمتي هذه، بأن لا يرفعوا منزلتهم للأعلى ( بأن يعتبروا أنفسهم أناساً لا يخطئون ) بل يعتبروا أنفسهم بشراً كيف؟
بأن يضعوا في منظورهم عند التعامل مع الأبناء بأنهم قد يصيبون أو يخطئون ولا مانع من أن يتعلموا من أبنائهم ، ولا يتظاهروا بالمثالية أمام أبنائهم ، مثلاً ينهونهم عن الكذب ثم هم يكذبون أمامهم ما هذا التناقض ، وأيضاً يحرصوا على أن لا يقع أبناءهم في الخطأ الذي وقعوا فيه........................
في وجهة نظري أنّ الأب الذي يستخدم يده ، عند تربية ابنه ، ويدع الغضب المسيطر عليه في وقتها تتحكم في تصرفه، ليس فيه أي رجولة لماذا؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!
لأن الرجولة ليست بأن تمد يدك على الذي أضعف منك وأنت تعلم بذلك فبالتأكيد لن يستطيع الذي أمامه مقاومته..........................
الشاب المنحرف أو الفتاة المنحرفة ، لم يظهروا هكذا منحرفين، بل هذا الانحراف نشأ من تراكمات في حياتهم ومن البيئة التي عاشوا فيها ، ومن الأشخاص الذين عاشوا معهم، أنا لا أقول 100% سببها الأسرة، أيضاً رفقاء السوء لهم دور كبير في ذلك ، فالطفل في مرحلة مراهقته، يشعر بأنه يحتاج لإلى أن ينتمي لمجموعة يكونون معه في الحلوة والمرة ، ويفهمونه ، ويشاركونه حياته، وهناك نقطة مهمة جدا ربما يغفل عنها الكثيرين أن من أهم أسباب التوجه إلى لانحراف فراغ العقل كيف؟؟؟
مثلاً علبة البيبسي المملوءة عندما تعصره هل يتعصر لا طبعاً، أما الفارغ فتستطيع ، وهكذا العقل فإذا كان فارغاً يتجه إلى التوافه وأي شيء فقط ليملأ هذا الفراغ ، وهذا نتج من الفراغ الذي يعيشه الأبناء في هذا العصر.............................
في السنوات الأخيرة ظهرت القنوات الفضائية والهواتف المتحركة والتقنية الحديثة للتصوير والبلوتوث ، غيرت تلك الأشياء العالم العربي الإسلامي رأساً على عقب ، فالأشياء الذي تعلمه الآباء في 30 سنة ، من الأمور العامة أو الخاصة أو الحساسة ، أصبح الطفل الذي لا يتجاوز 6 سنوات يعلمها، فالحب الزائف التي تنسجه المسلسلات في عقول الأبناء ، لها انعكاسات خطيرة وخاطئة ، وفهم خاطئ للحب ، والأغاني والكليبات التافهة والمصخرة ، صارت معظم الكلام الذي يُتَلَفَّظ ، والسلوك التي تُفعَل ، فالعيب (مثل ما نقول) صار جلياً واضحاً مكشوفاً أمام الناس، وصار منتشراً ، وموجهاً بشكل مباشر دون قيود تمنعه.......................
هذا كله في رأيي أدى إلى انتشار فكرة خاطئة لدى الفتيات والشباب بأنّ الحياة كلها تنحصر في الحب والغرام، والذهاب إلى الأسواق ، مما نتج الدلال الزائد ، والرفاهية الزائدة ، فأصبحوا بدل من أن يكونوا منتجين ، أصبحوا عالة على آبائهم ومجتمعهم.......................