كان بالأمس ............أما اليوم
إنه ابن قريتى التى أعيش فيها من زمان ولم أسمع بقصته إلا من أيام قليلة
كنت أعرفه معرفة ليست بالوثيقة غير أنى كنت أحبه حبا شديدا
كنت أراه على كرسيه المتحرك بلحيته السمراء
نموذج عملى فى الصبر على الإبتلاء
ومنذ أيام فقط عرفت قصته
كان شابا قويا معافى
يعمل " طبال " فى الأفراح
يطبل ويرقص و.....
ويقضى وقت فراغه فى لعب الكرة
فهى شغله الشاغل
وكانت قدمه آية فى القوة
يشاء القدير أن يتعرض لحادثة
كانت نتيجتها
كسر فى العمود الفقرى
وفقد حينها الإحساس كاملا بالنصف السفلى من جسده
وضاعت قوة قدميه
وأصبح قعيدا طريحا الفراش
حملا ثقيلا على عائلته التى يعتبر قوت يومها هو أقصى غايتها وأمانيها
مضت الأيام وتحول شيخنا الهمام
أصبح بحق الشيخ
ما شاء الله على الصبر والإحتساب
قوة كالجبال ورب السماء
زيارته تعد نشاطا من أنشطة شباب القرية
الذين يتوسم فيه الصلاح
هنالك هو آلان جالس على سريره
يعلم الأطفال كلام الله رب العالمين
ما زرته إلا مرة واحدة
وكان مشهدا عظيما
إنه أيضا يعانى من تقرح فى فخذيه نتيجة الجلوس المستمر
وأجرى عددا كبيرا من العمليات
كان يخرج فى رمضان على كرسيه لأداء صلاة التراويح
بل وصلاة التهجد أيضا
تحول تحولا كاملا
أصبح إنسانا
والهداية بيد الله تعالى
هناك فى بيته إخوته الشباب
ما يرون فيه عبرة
سادرون فى غيهم ولا فائدة
ولكنها رسالة
لقد غاب عن ربه
فأتى الله به
وكل يؤتى به
إن لم يكن آلان
فكل له موعد لن يجد من دونه موئلا
إنها قصته التى عشتها بنفسى
فهل من معتبر ؟
فهل من معتبر ؟
,
,
,
,